في أحداث كثيرة ينشط شعب ”تويتر” وينشئ ”الهاش تاق” ويتداول من خلاله الآراء والأفكار حتى يظن بعض المتابعين أن كل الناس من حولهم لهم نفس حجم الاهتمام بالقضية، فشعب ”تويتر” الضخم يوحي للمتابع بأنه يماثل الواقع، لكننا نفاجأ حين نقابل من هم خارج الشبكة بأنهم لم يسمعوا بالخبر ولم ينتبهوا له بل ربما كان آخر اهتمامهم.
هذا التباين فيما بين المشهدين يختصر وبوضوح شديد إحدى أبرز إشكاليات المجتمع الافتراضي الذي تلتبس حدوده على الإنسان، فيتماهى في فضائه السيبيري، متناسياً أنه لا يمكن أن تنطبق كل خصائص ذلك الفضاء على الواقع الواسع من حوله، وأن ما يحدث في ”تويتر” و”فيسبوك” وسواهما قد لا يتجاوزهما إلى الواقع المعاش، فللمجتمع الافتراضي شخوصه وأفكاره وآراؤه التي تتشكل تحت تأثير حجم المشتركات التي تجمع أفراده، فاشتراك أفراد الشبكات الاجتماعية في محيط وقضايا مشتركة وتأثرهم بالمصادر ذاتها في غالب الأحيان، يجعل من آرائهم غالباً آراء متشابهة ومتقاربة، لكن هذا لا يعني بحال أن لكل الناس من حولنا الرأي ذاته، فمن هو خارج هذا العالم ينطلق من مصادر معرفية مختلفة، وبالتالي قد يكون له رأيه المختلف ووضعه المغاير.
والحقيقة العلمية لهذا الإشكال، هي أن المجتمع في الشبكات الاجتماعية يخضع بقصد أو دون قصد لسلطة المشاكلة، فالمستخدم في الشبكات الاجتماعية إنسان يرغب في تحقيق القبول الاجتماعي ويميل – غالباً – لعدم الشذوذ عن الآراء البارزة، وبالتالي يصبح السياق العام في الشبكات الاجتماعية باتجاهات محددة مسبقاً، بل إن بعضاً من المستخدمين يتوقف – بلا شعور – عن تكوين رأيه الخاص إلى أن يقرأ في السائد والبارز من الآراء ليتبنى أحدها، ومما يدل على ذلك إجابة 67 في المائة من العينة العشوائية لطلاب الجامعات السعودية بأن آراءهم تتغير وتتأثر تجاه القضايا بعد الاطلاع على تحديثات الشبكات الاجتماعية وما يكتبه الآخرون هناك، بينما لم يتجاوز القائلون بعدم تأثرهم بالرأي العام هناك 4.5 في المائة وهذا يبين أن كثيراً من الناس يتغير رأيه بعد الاطلاع على تحديثات الآخرين، وهو ما يؤكد تأثر أفراد المجتمع الافتراضي بسلطة المشاكلة المعرفية، ولا سيما إذا علمنا أن الكثير من مستخدمي الشبكات يميلون لاستخدامها لكونهم يستطيعون التعبير من خلالها بثقة تفوق ثقتهم بأنفسهم على أرض الواقع وهم نسبة كبيرة بما معدله 66 في المائة من عينة الدراسة، وبالتالي فكثير منهم يفتقد الثقة بالنفس التي تؤهله للحكم المستقل والمران على أدواته.
ليست المشكلة فيمن ينحاز لرأي ما باختياره، إنما المشكلة تظهر وبجلاء في قضايا الرأي العام الكبرى التي يتداولها عدد لا محدود من أفراد الشبكات الاجتماعية والتي غالباً ما تميل للتطرف بأحد الاتجاهين في الرأي، ففي هذه الحال يصبح الرأي المستقل عملة نادرة وصعبة ولا سيما في حالات التعبئة الاجتماعية التي تشهدها الشبكات وحينها يغرق المستقل من الشباب في دوامة صمت ”رقمية”!
ختاماً: الخريطة ليست هي الأرض، والشبكات الاجتماعية ليست (كل) الواقع.
هذا التباين فيما بين المشهدين يختصر وبوضوح شديد إحدى أبرز إشكاليات المجتمع الافتراضي الذي تلتبس حدوده على الإنسان، فيتماهى في فضائه السيبيري، متناسياً أنه لا يمكن أن تنطبق كل خصائص ذلك الفضاء على الواقع الواسع من حوله، وأن ما يحدث في ”تويتر” و”فيسبوك” وسواهما قد لا يتجاوزهما إلى الواقع المعاش، فللمجتمع الافتراضي شخوصه وأفكاره وآراؤه التي تتشكل تحت تأثير حجم المشتركات التي تجمع أفراده، فاشتراك أفراد الشبكات الاجتماعية في محيط وقضايا مشتركة وتأثرهم بالمصادر ذاتها في غالب الأحيان، يجعل من آرائهم غالباً آراء متشابهة ومتقاربة، لكن هذا لا يعني بحال أن لكل الناس من حولنا الرأي ذاته، فمن هو خارج هذا العالم ينطلق من مصادر معرفية مختلفة، وبالتالي قد يكون له رأيه المختلف ووضعه المغاير.
والحقيقة العلمية لهذا الإشكال، هي أن المجتمع في الشبكات الاجتماعية يخضع بقصد أو دون قصد لسلطة المشاكلة، فالمستخدم في الشبكات الاجتماعية إنسان يرغب في تحقيق القبول الاجتماعي ويميل – غالباً – لعدم الشذوذ عن الآراء البارزة، وبالتالي يصبح السياق العام في الشبكات الاجتماعية باتجاهات محددة مسبقاً، بل إن بعضاً من المستخدمين يتوقف – بلا شعور – عن تكوين رأيه الخاص إلى أن يقرأ في السائد والبارز من الآراء ليتبنى أحدها، ومما يدل على ذلك إجابة 67 في المائة من العينة العشوائية لطلاب الجامعات السعودية بأن آراءهم تتغير وتتأثر تجاه القضايا بعد الاطلاع على تحديثات الشبكات الاجتماعية وما يكتبه الآخرون هناك، بينما لم يتجاوز القائلون بعدم تأثرهم بالرأي العام هناك 4.5 في المائة وهذا يبين أن كثيراً من الناس يتغير رأيه بعد الاطلاع على تحديثات الآخرين، وهو ما يؤكد تأثر أفراد المجتمع الافتراضي بسلطة المشاكلة المعرفية، ولا سيما إذا علمنا أن الكثير من مستخدمي الشبكات يميلون لاستخدامها لكونهم يستطيعون التعبير من خلالها بثقة تفوق ثقتهم بأنفسهم على أرض الواقع وهم نسبة كبيرة بما معدله 66 في المائة من عينة الدراسة، وبالتالي فكثير منهم يفتقد الثقة بالنفس التي تؤهله للحكم المستقل والمران على أدواته.
ليست المشكلة فيمن ينحاز لرأي ما باختياره، إنما المشكلة تظهر وبجلاء في قضايا الرأي العام الكبرى التي يتداولها عدد لا محدود من أفراد الشبكات الاجتماعية والتي غالباً ما تميل للتطرف بأحد الاتجاهين في الرأي، ففي هذه الحال يصبح الرأي المستقل عملة نادرة وصعبة ولا سيما في حالات التعبئة الاجتماعية التي تشهدها الشبكات وحينها يغرق المستقل من الشباب في دوامة صمت ”رقمية”!
ختاماً: الخريطة ليست هي الأرض، والشبكات الاجتماعية ليست (كل) الواقع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق